روى أبو عيسى الترمذي عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول اللّه قد شبت قال: «شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعمّ يتساءلون وإذا الشمس كورت». 2خرج ابن عساكر عن أنس عن الصديق رضي اللّه تعالى عنه أنه قال: «يا رسول اللّه أسرع إليك الشيب قال: أجل شيبتني سورة هود وأخواتها الواقعة والقارعة والحاقة وإذا الشمس كورت وسأل سائل». 3قد جاء في بعض الروايات أيضا أن عمر رضي اللّه تعالى عنه قال له عليه الصلاة والسلام: أسرع إليك الشيب يا رسول اللّه فأجابه بنحو ما ذكر إلا أنه ذكر من الأخوات الواقعة وعم وإذا الشمس كورت. 4في رواية أخرى عن سعد بن أبي وقاص قال: قلت يا رسول اللّه لقد شبت فقال: شيبتني هود والواقعة إلى آخر ما في خبر عمر 5في بعضها الاقتصار على «شيبتني هود وأخواتها» 6في بعض آخر بزيادة «وما فعل بالأمم من قبلي» ▫️وقد أخرج ذلك ابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه رضي اللّه تعالى عنهما مرفوعا. 7أخرج ابن مردويه وغيره عن عمران بن حصين «أن رسول اللّه قال له أصحابه أسرع إليك الشيب فقال: شيبتني هود وأخواتها من المفصل والواقعة» وكل ذلك يدل على خطرها وعظم ما اشتملت عليه وأشارت إليه وهو الذي صار سببا لإسراع الشيب إليه صلى الله عليه وسلم. وفسره بعضهم بذكر يوم القيامة وقصص الأمم لا غرابة ففي تلاوة هذه السورة ما يكشف سلطان اللّه وبطشه مما تذهل منه النفوس وتضطرب له القلوب وتشيب منه الرءوس. وذلك حينما نقف على أخبار الأمم الماضية وما حل بها من عاجل بأس اللّه وقيل: إن الذي شيبه من سورة هود قوله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ. فقد سئل النبي عما شيبة من سورة هود فقال: قوله تعالى «فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ». [الآية: 112] قال القرطبي بعد أن ساق بعض الأحاديث في فضل هذه السورة: في تلاوة هذه السور ما يكشف لقلوب العارفين سلطانه وبطشه فتذهل منه النفوس وتشيب منه الرءوس». فإن الأمر بالاستقامة في الدين أمر ثقيل شديد على النفس يتطلب جهاد النفس والصبر على أداء الواجبات وحمايتها من الموبقات المهلكات.